الجـزء الـرابع والعشرون
راحت لهم موعود بسرعة وبدون تفكير .. بعدت الرجل الأجنبي .. واللي
خاف وهرب بسرعة .. وسحبت الشماغ اللي كان متلطم فيه الرجل ..
ولآنه كان ماسك البيبي ما قدر يدافع عن نفسه ..
وفعلاً مثل ما توقعنا طلع زوج سمر الحقيـر .. كان ناوي يتخلى عن طفله
عن فلذة كبده .. حتّى الشيء الوحيد اللي باقي من سمر .. كان يرفض إنه يتمسك
فيه ..
موعود بصدمة : سعد ؟ ما تخاف ربك ! مات فيك الإحساس !
كيف ترضى إنك تتخلى عن طفلك والذكرى الوحيدة من سمر .. اللي تخلت
عن حياتها في سبيل إنها تجيب لك هالطفل .. ! مو إنت اللي ظليت فوق راسها
تحن عشان تجيب لك إياه ! مو أنت اللي كنت تبغى ولد يحمل إسمك !
وين راح كل هذا ! طفل لحمة حمراء توه تسلمه لعامل أجنبي ما تدري ايشي سوي
فيه ! .. للأسف الرجولة إنعدمت والإنسانية ودعت قلبك ..
سعد وخانقته العبرة : أنا ما سويت كذا إلا عشانه يذكرني بسمر ..
سمر اللي عيشتها بعذاب ..! أنا فعلاً ندمان .. وأبغى أكفر عن ذنبي
بإني أعطي هالولد ناس يستحقونه ! ناس يربونه أفضل مني ! لآني عارف
لو بخليه عندي بيكون نسخه مصغرة مني .. وهالشي اللي أنا ما بغاه .. !
أنـا هنا قربت وبشجاعة .. أخذت الطفل منّه بشوي شوي .. !
" أثناء ما كانوا يتكلمون كنت متصلة على الشرطة .. وحمدلله ما تأخروا "
سعد وأول ما سمع صوت الشرطة كان بيهرب .. لكن موعود قدرت تمسكه
لحد ما نزلوا الشرطة وأخذوه .. طبعاً التهم عليه بتكون كثيرة ..
وأولها إنه سكّيـر .. !
أخذنا البيبي .. وديناه للدكتورة سوينا له فحوصات روتينية ..
وقررت موعود تسميه : ضاري ..
طلعنا من المستشفى .. مرينا الصيدلية وأخذنا كل الأشياء اللازمة للطفل
واللي وصلت عليها الدكتورة ..
رجعنا البيت .. وكان صوت صياح ضاري مالي المكان ..
جت سيلينا بسرعة .. وتناظر للبيبي بحنيه .. : Oh he's so cute ! I think he looks loke his mother .. !
موعود بحزن : صح .. ماخذ نفس رسمة الخشم ..
لفّت علي وقالت بفرح : بيكون هذا ولدنا .. وراح نربيّه أحسن تربية .. بطلعه
رجال .. مو مثل أبوه .. وبعيشه أحلى عيشه .. بمساعدتك أرنوبتي ..
طبعاً إذا قبلتي تكونين أمه .. !
طالعت موعود بفرح كبير : بدون لا تسأل .. من هاللحظة أنا "أم ضاري" .
موعود براحه : حمدلله ..
إتصلت على نهار عشان تخبر القروب إنه فيه عزاء لأخت موعود
وجاني صوتها المبسووط : أهلييييييييين بنور عييني!
وأخييراً وأخيراً مو مصدقه إنك اتصلتِ علي يابنت !
رديت عليها بعد ضحك : أهلين فيـك .. طمنيني عليك ..؟
سكتت نهار شوي وعرفت أنا إنه بسبب لساني الثقيل بالنطق ..
هي ما كانت تعرف إيش حصل لي بالضبط .. لأن موعود قالت لها
إني سافرت مع أمي سفرة اضطرارية ..
نهار : آمم حمدلله .. سلامة صوتك شفيك !
جاوبتها بكذبة : ما تخافين .. بس عندي سن مقلوع ..
نهار : حبيبتي والله ماتشوفين شر ..
أنـا : المهم .. " وقلت لها عن موضوع سمر وكثير ضاق صدرها "
بعد 4 أيام .. بعد ما خلص العزاء .. حمدلله موعود ما كانت نفسيتها مثل ماتوقعت
كانت أحسن بكثير .. كانت راضيه تمام الرضاء وتحس إن ضاري بيملا حياتها
مثل ماكانت أمه ماليتها ..
بعد شهر تقريباً .. عملنا حفلة بسيطة بمناسبة المولود الجديد ..
إحنا تعمدنا نأخرها .. عشان النفسيات تزين ..
وأنـا أشفى تماماً .. حمدلله .. ضاري برزت ملامحه أكثر وصار فيه لمحه
خفيفه من موعود .. وهذا الشيء أسعدها كثير ..
موعود وهي تلعب ضاري : شكل أمه متوحمه علي .. بسم الله ماعمري
شفت أحد يشبهني لهدرجة !
رديت عليها وأنا أسفط ملابس ضاري : أقول عاد لا تصير نرجسي .. الولد
فيه لمحه خفيفه بس .. وقربت منهم وأخذت ضاري لحضني عشان أرضعه
أول ما أخذته إبتسم وبانت غمازته اليمين .. موعود كانت بتنهار من كثر
ما ودها تاكله : ينااااااسسس عليه والله يززززننن ياخذ العقل !! الله يحفظظظه بس !
أنـا أتصنع الزعل : لااا والله بس يحفظه هو ! وأمه تموت عادي !
موعود وهي تضمني من ورى : يخلي لي أمه ويخلي لي طووايف أمه ! يا جعل
يومي قبل يومها ..
قاطعتها : بسم الله عليييييك لا تقول كذا ترى أخاف عليك أناا !
طيحت نفسها على السرير وسوت نفسها قلبها بيوقف : يممه يمه قلبي !
ما أقدر على كذا أنا !! كثير على قلبي هالحكي ..
أنـا وبغرور : إي أصلاً ما بعد شفت شي ..
لفت علي : شي مثل إيش ..
قمت وحطيت ضاري بسريره بعد ما نام ...
وجلست على بطن موعود وأنا أفتح قميصي وأشوفها تعض شفتها .. : شي مثل هذا !
......... مشفـــر "